لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
شرح كتاب دليل الطالب لنيل المطالب
120981 مشاهدة print word pdf
line-top
كراهية استقبال الشمس والقمر

...............................................................................


من الآداب قالوا: يكره في حال التخلي استقبال الشمس والقمر هكذا قالوا. أن يستقبل النيرين لما فيهما من نور الله. هكذا، ولكن ما ذكروا لذلك دليلا، وقد أباح ذلك كثيرون واستدلوا بحديث أبي أيوب الذي فيه قوله صلى الله عليه وسلم: ولكن شرقوا أو غربوا وذلك لأن الشمس والقمر غالبا تكون في الشرق أو في الغرب، فبالنسبة إلى أهل المدينة يشرقون حتى تكون القبلة عن يمينهم، أو يغربون حتى تكون القبلة عن يسارهم ولا يستقبلون القبلة ولا يستدبرونها في حال قضاء الحاجة، فإذا كان القمر في الشرق أو في الغرب فأين يذهبون؟ وكذلك الشمس.
فلذلك يقول كثير من العلماء: إنه لا مانع من استقبال النيرين الشمس والقمر، وإن كان ذلك إنما يكون مباحا عند الحاجة، ويكره أيضا أن يستقبل مهب الريح، فإن الريح قد ترد البول عليه فينجس بدنه فينصرف عن مهب الريح. إذا كانت الريح شمالا انصرف إلى شرق أو غرب أو نحو ذلك، والكلام في حالة البول يعني: الكلام فيه، وذلك لأنه على حالة مستقذرة، وذلك لأنه في هذه الحال على حالة مستقذرة. يجوز يعني: الكلام عند الحاجة كجواب سؤال بكلمة أو نحوها كنعم، أو لا والأولى أنه يتنحنح إذا كلمه أحد أو ما أشبه ذلك، فلا يتكلم فيه حتى بالذكر؛ لأنه على حالة مستقذرة لا يأتي بشيء من ذكر الله أو نحوه حتى رد السلام. إذا سُلم عليك وأنت تبول، أو كذلك تستنجي تؤخر ذلك إلى ما بعد الفراغ.

line-bottom